أعلنت وزارة الداخلية، اليوم (الأحد)، تنفيذ حكم القتل حداً بجانيين، والقتل تعزيراً لآخر، قتلوا رجل أمن وأحرقوا جثته.
وأوضحت الوزارة في بيان أن كلاً من عبدالملك بن فهد بن عبدالرحمن البعادي، ومحمد بن خالد بن سعود العصيمي، ومحمد بن عبدالرحمن بن طويرش الطويرش ( سعوديي الجنسية) أقدموا على تأسيسهم خلية إرهابية لاستهداف رجال الأمن، وتمويلهم الإرهاب والأعمال الإرهابية، وتسترهم على عدد ممن يحملون الفكر الإرهابي وعلى مخططاتهم الإرهابية، وحيازتهم أسلحة وذخائر ومواد تستخدم في صنع المتفجرات، معتنقين المنهج التكفيري، ومبايعتهم زعيم أحد التنظيمات الإرهابية.
وذكرت الداخلية أن الجاني الأول قام بالاتفاق والتخطيط لاستهداف أحد رجال الأمن أثناء تأديته عمله وقتله عمداً وعدواناً وإشرافه على ذلك، وقيام الثاني بقتله بإطلاق النار عليه، وقيام الثالث بحرق جثمانه وإشعال النار في سيارة الدورية الأمنية.
وأبانت أنه بإحالتهم على المحكمة الجزائية المتخصصة صدر بحقهم صك يقضي بثبوت إدانتهم بما نسب إليهم، والحكم على الأول والثاني بإقامة حد الحرابة على أن يكون ذلك بقتلهما والحكم بقتل الثالث تعزيراً وأُيد الحكم من محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة ومن المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعاً وأُيد من مرجعه بحق الجناة المذكورين.
وحمل قائد «خلية الأطفال» الإرهابي عبدالملك البعادي الوجه الأسود القبيح للفكر الضال في المملكة، الذي نفذه تنظيم «داعش» الإرهابي، ووصف بالمدرب والمؤدلج الذي يدير ويجند خلية معظمها من أقاربه وأصدقائه ممن تأثروا بالفكر السطحي للتنظيم.
عبدالملك البعادي قائد عملية الخزن الإستراتيجي تلقى توجيهاً من شقيقه الموجود في سورية بالبقاء في السعودية لاستهداف المصلين ورجال الأمن والمنشآت الحيوية، وعرف بكونه العنصر الأخطر في تنظيم الـ45، وقام بأخذ البيعة منهم وأرسلها لعناصر التنظيم في الخارج.
البعادي تم إنفاذ ما تقرر شرعاً به جزاء لأعماله الإجرامية مع عدد من أعضاء خليته الإرهابية التي تلقت منه الشحن النفسي والتدريب على السلاح، وتركز تكوينها على هدفين، الأول استهداف المصلين، والثاني استهداف رجال الأمن.
وشرع الإرهابي عبدالملك البعادي في التواصل مع شقيقه في سورية (عبدالعزيز) وارتبطا مع مطلوب آخر في تنظيم داعش، وطُلب من عبدالملك البقاء في الرياض وتكوين خلية لاستهداف رجال الأمن، ليعمل عبدالملك على تشكيل خلية تضم 23 جندياً من الأصدقاء والأقارب، وأخذ البيعة منهم وأرسلها لعناصر التنظيم، وبدأ يؤدلج عناصر الخلية، من شحن نفسي وتدريب على السلاح، وتكليفات مرحلية، ثم بدأ بالتعاون مع أعضاء الخلية وجميعهم صغار السن بتحديد خمسة منازل، وذهب لاستهداف آبائهم وأبنائهم وعمومتهم وأبناء عمومتهم، ثم بثّ مقطعاً على «يوتيوب» يحرض على الجهاد بقتال الأقارب، ويقول (الأقربون أولى بالمعروف).
مخطط البعادي كُلف بتنفيذه خمسة أشخاص لاغتيال رجال الأمن، وكان الضحية هو الشهيد ماجد الغامدي من أمن المنشآت، وشارك معهم عبدالملك البعادي، وتم توزيع التكليفات على خمسة أشخاص من أجل بداية تنفيذ مخططهم في عملية الاغتيال التي تركزت على قيام عبدالملك البعادي ومحمد العصيمي بإطلاق النار، والطويرش لقيادة المركبة، واثنين آخرين.
اجتمعت الخلية الإرهابية في منزل العصيمي ثم انطلقوا للموقع الذي كان قد حدده الطويرش عندما كان يتنزه مع عائلته، ورأى حينها أن الهدف مناسب لأن فضاء الموقع مفتوح، وفي عصر يوم الجمعة الموعود توجهوا لمحطة وقود وقاموا بتعبئة جالون بنزين بهدف إحراق الجثة، وتم إطلاق 10 رصاصات على رجل الأمن الغامدي، ثم تولى الطويرش مهمة سكب البنزين وحرق الجثة، وهذا فقه الدماء عند «داعش» وحرق الجثة بصمة عُرفوا بها.
وبعد أن نفذ البعادي والإرهابيون جريمتهم بحق الشهيد الغامدي قاموا بإرسال صور عمليتهم لتنظيم داعش لعمل مونتاج من ثوان معدودة وإعادته للبث للترويج الإعلامي، وتوجه اثنان من الجناة في الليلة نفسها لحضور حفل زفاف.
وتساقط أعضاء الخلية بعد هذه الحادثة بـ48 ساعة حيث نجح رجال الأمن في إسقاطهم الواحد تلو الآخر وهم (عبدالملك فهد عبدالرحمن البعادي، محمد خالد سعود العصيمي، محمد عبدالرحمن طويرش الطويرش (مصور الجريمة عمره 19 عاماً)، وآخران اتضح أنهم خططوا لاغتيال خمسة ضباط بعضهم من أقارب أفراد الخلية.